كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

كما أن زيدا كان هو الجامع لصحف أبي بكر - رضي اللّه عنه - في خلافته والكاتب بين يدي رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فكان صاحب أولوية على غيره للقيام بهذه المهمة.
والحق أن عبد اللّه كان الأصل أن يوجه غضبه على أبي بكر وعمر - رضي اللّه عنهما - لا على زيد، لأنهما أول من وليا زيدا بهذا العمل، فزيد كان مأمورا لا آمرا. لذا قال زيد لما سمع قول عبد اللّه بن مسعود فيه (من يعذرني من ابن مسعود، يغضب علي، أن لم أوله نسخ القرآن فهلا غضب علي أبي بكر وعمر وهما وليا زيد بن ثابت؟).
وقد كره أصحاب رسول اللّه من موقف عبد اللّه ولم يقبلوه من حين بلغهم قوله: (أ أعزل عن المصاحف؟ .. ) «1».
لذا كان الواجب على أي باحث علمي كما يصور المستشرقون أنفسهم أن لا يثيروا مثل هذه القضايا ولا يكبروها وذلك لتراجع أصحابها، ووضوح مواقفهم. إلا إذا كانوا أصحاب نوايا غير سليمة من الإسلام.
هذا هو الانفجار الذي صوره المستشرقون من موقف عبد اللّه السابق وقد وضحته وبه يكون قد بان بطلان دعواهم وظهر سوء نواياهم.
الشبهة الرابعة. منهج اللجنة في العمل:
زعم «بلاشير» أن منهج اللجنة لم يكن دقيقا ولا محكما. بل كان عشوائيا. مما سبب دخول روايات غير إرادية في النص القرآني فيما بعد «2».
الجواب:
هذه التهمة من جملة الافتراءات التي لم يقدموا عليها أي دليل علمي أما
______________________________
(1) انظر كتاب مقدمتان في علوم القرآن ص 95.
(2) مقدمة على القرآن ص 79.

الصفحة 474