كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

الواقع والروايات التاريخية فتثبت عكس هذه الافتراءات والآن سأعرض منهج الإمام عثمان - رضي اللّه عنه - الذي وضعه للجنة للالتزام به.
1 - اختار عثمان - رضي اللّه عنه - أعضاء اللجنة من الحفظة لكتاب اللّه - عز وجل - لضمان النظام والترتيب والضبط والحصر للآيات.
2 - جعل أصل الجمع النسخة الموثقة الرسمية التي جمعها أبو بكر وكانت محفوظة عند حفصة، وأشبههم لهجة برسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وهما عمدة العمل.
وكذلك من وضعوا مساعدين لهم كانوا أصحاب كفاءة عالية.
3 - كانت اللجنة لا تكتب شيئا من القرآن إلا بحضرة حافظه، ويؤخرون ما كان صاحبه غير حاضر حتى ساعة حضوره.
فكان الأمر فيه التروي البالغ لذا امتاز بالدقة ليسلم من الخطأ.
4 - طلب عثمان أن يكتبوا ما يتفقون عليه، فإذا اختلفوا في شيء منه عليهم أن يكتبوه بلسان قريش لنزول أغلب القرآن به.
ومثال ذلك: اختلافهم في كلمة «التابوت».
فقال القرشيون تكتب «التابوت» بتاء مفتوحة. وقال زيد: بل تكتب «التابوة» فرفع اختلافهم لعثمان فرجح كتابتها بلهجة قريش «التابوت» وهكذا فجعل القرآن بلسانهم؛ لأنه سيد الألسنة؛ ولأنهم أفصح الناس فكتب القرآن على حرفهم وتركت بقية الأحرف لليونة ألسنتهم بالقرآن. هذا هو سبب اختيار لغتهم ولسانهم على غيرهم لا كما زعم «بلاشير» أن سبب ذلك لأنهم كانوا الطبقة الحاكمة «1».
5 - لم يكتبوا شيئا إلا بعد عرضه أكثر من عرضة، وبعد التأكد أنه مما أقر في العرضة الأخيرة فجردوا القرآن مما ليس متواترا «2».
______________________________
(1) انظر القرآن والمستشرقون ص 109 - 112.
(2) انظر فتح الباري 9/ 20 كتاب فضائل القرآن.

الصفحة 475