كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

أهل الشام في جامع دمشق عند الركن الشرقي من المعمورة بذكر اللّه حيث نقل لها من طبرية وبقي فيها لسنة 310 ه.
كما أشار «بلاشير» لوجود مصحف عثمان الذي عليه دمه في القاهرة في بداية القرن الرابع الهجري «1».
كما أشار «بلاشير» أن ابن بطوطة رأى أثناء رحلته المشهورة بعض أوراق قديمة من هذه المصاحف في طرسوس، وقرطبة ومراكش والبصرة «2».
كما زعموا إيجادهم مصحف أبي في البصرة.
فمن المستشرقين الذين اهتموا بهذا الجانب المستشرق «كواترمير» وقد بنى على ما وصلت إليه دراسته كل من «كازانوفا» و «بلاشير» أخطر الاستنتاجات كما استدركا على دراسته ما وصلت إليه بحوثهما.
وقد بذل هؤلاء المستشرقون جهدهم لإيجاد أي اختلاف بين المصحف الإمام وهذه المصاحف وبين المصحف الإمام والمصحف الحالي. سواء كان هذا الاختلاف في القراءة أو الرسم أو ترتيب السور.
والآن سأرد على هذه الشبهة:
فبالنسبة لنسخة الشام الآنفة الذكر فقد ذكر «بلاشير» أنه مصحف أهل الشام مما يدل أنه المصحف الذي نسخ عن المصحف العثماني الأم، إذن فلا يكون بينهما أي اختلاف، وما زعم من اختلاف فهو غير صحيح.
كما أن ابن كثير - رحمه اللّه - ذكر أن هذا المصحف قد احترق سنة (310 ه) في الحريق الذي أصاب المسجد الأموي في دمشق. ولكن المستشرقين يأبون إلا إثبات وجوده ويحاولون إثبات أن بينهما فروقا.
______________________________
(1) انظر مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح ص 89.
(2) مقدمة على القرآن - بلاشير ص 67 - 68.

الصفحة 478