كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

المسألة الثانية: عناوين السور:
ذكر أصحاب الموسوعة البريطانية: [أن السورة تحتوي على العناصر الآتية:
1 - العنوان وهذا مشتق من كلمة واضحة جلية في السورة مثل البقرة والنحل والشعراء، وحيث لا يدل العنوان على محتويات السورة «1».
الجواب:
عبارة «العنوان» لا يدل دائما على محتويات السورة فهو بحاجة إلى بيان فبعض العلماء يعتبر أسماء السور توقيفية، أي لا مجال فيها لاجتهاد، ولا يمنع أن يكون هناك أسماء توقيفية استنبطها العلماء من موضوع السورة كتسمية سورة النحل بسورة النعم، وذلك لما ذكر فيها من نعم اللّه الكثيرة على الناس. وتسمية سورة الحجرات بسورة الآداب، وذلك لأنها اشتملت في معظمها على توجيهات وآداب لا بد منها للأفراد والجماعات ..
وإذا كانت عناوين هذه السور لا تدل لأول وهلة على محتويات هذه السور، فمما لا ريب فيه أن عنوان السورة إنما يشير إلى قضية بارزة فيها تدور جميع موضوعات السورة حولها. فسورة براءة مثلا كانت في معظمها حديث عن المشركين والمنافقين، الذين لا بد أن يتبرأ منهم المسلمون، وذلك لأسباب كثيرة ذكرتها السورة، وسورة نوح كانت كلها حديثا عنه مع قومه عليه السلام، وسورة الجن كانت حديثا عن الجن، وهكذا .. فكثير من السور عنوانها يدل على محتواها.
أما ما يجده بعض الناس من عناوين لبعض السور لا تدل على موضوعاتها فإن ذلك يحتاج منهم إلى إمعان نظر وإجالة فكر فيجدوا هناك نقطة أو قضية أرادت السورة إبرازها والتأكيد عليها لأنها من الأهمية بمكان، لذا عنونت بها.
______________________________
(1) قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ص 38.

الصفحة 486