كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

فسورة البقرة مثلا إشارة إلى قصة البقرة التي ذكرت لتخدم غرض السورة الرئيسي وهو قدرة اللّه سبحانه على إحياء الموتى فجاءت قصة إبراهيم عليه السلام وقصة عزيز لتخدما هذا الغرض الرئيسي نفسه.
كما أن السورة ذكرت موقف بني إسرائيل من هذه القصة ومن غيرها، فذكرت أمورا لم تذكرها كتب بني إسرائيل، وصورت نفسيتهم خير تصوير وموقفهم من أنبيائهم؛ وذلك ليتعرف المسلمون على هؤلاء القوم وأخلاقهم فيعرفون كيف يتعاملون معهم.
وسورة آل عمران إذا أمعنا النظر فيها نجدها نتحدث عن آل عمران في أكثر أجزائها، مريم، والمسيح - عليهما السلام -.
وسورة النساء كانت أبرز موضوعاتها النساء وحقوقهن أيا كانت هذه الحقوق وهكذا بقية هذا الصنف من السور.
فاسم السورة - العنوان - ليس كما يقول المستشرقون لا يدل على محتويات السورة بل كل عنوان أشار إلى موضوعات السورة تمام الدلالة. أو أشار إلى جوانب بارزة في السورة يريد اللّه سبحانه إبرازها وإظهارها «1».
وقد كان «بلاشير» أكثر صراحة منهم حيث قال: [لقد ترسخت العادة منذ زمن بعيد أن يطلق على كل سورة عنوان يستخرج غالبا من أول آية فيها، أو من قصة موسعة، أو من عنصر راسخ أو من إشارة عرضية موجودة في السورة، كما في السورة الثانية المسماة «البقرة» ويبدو أحيانا أن تسميات مختلفة قد أطلقت على السورة الواحدة تبعا للاهتمامات الدينية والأخلاقية المختلفة] «2».
وهكذا نجد أن عنوان السورة لم يكن عبثا، وإنما وضع واختير لغاية ولهدف مقصود مما يدل أن دوائر المعارف تتبنى الأقوال التي فيها إساءة للإسلام في بعض القضايا مع وجود أقوال أكثر اعتدالا.
______________________________
(1) انظر كتاب أستاذي د/ فضل عباس قضايا قرآنية ص - 39 - 41 (بتصرف).
(2) القرآن - بلاشير ص - 40 - 41.

الصفحة 487