كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

[الجزء الأول]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
المقدمة
الحمد للّه رب العالمين، الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
قال اللّه تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.
كان الإسلام على مر الحقب والأزمان الماضية مشعل الهداية للمسلمين وأساسا لتقدمهم العلمي والحضاري وفي كل المجالات فأقاموا به دولة، وأشادوا على أسسه حضارة أثرت على غيرهم من المجتمعات الإنسانية.
ونظرا لقوة الإسلام الذاتية، وملاءمته لفطرة الإنسان، دخلت كثير من الشعوب فيه، وبسطت الدولة الإسلامية نفوذها على كثير من الأقطار، مما جعل الغرب يفكر جديا في مواجهة هذا الدين بكافة الوسائل فشن حروبا شعواء على ديار الإسلام عرفت في التاريخ بالحروب الصليبية فلما فشلوا في الوصول إلى غاياتهم انصرفوا إلى وسيلة أخرى، وهي التشكيك في الإسلام العظيم حيلة الضعيف العاجز أمام القوي المنتصر، وذلك ليحولوا بين الإسلام وبين شعوبهم وبينه وبين اعتزاز أهله به وتمسكهم به وعملهم بهداياته.
وكان من أضخم المؤسسات التي تنبت حرب الإسلام بهذا السبيل التبشير والاستشراق المؤسستان المكملتان لبعضهما في الأهداف والغايات والقريبتان في الوسائل.
وبما أن دراستي عن الاستشراق فسيكون حديثي مقتصرا عليه فالاستشراق

الصفحة 5