كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)
وكتابة هؤلاء أشد خطرا علينا ممن يجاهر بالعداء ويسفر عن ذلك في كتاباته فالحرص منه أسهل «1» وسيأتي ذكر مجموعة من هذه المؤلفات تحت مبحث خاص بها.
ب - تحقيق كتب التراث:
اهتم المستشرقون بعملية تحقيق كتب التراث في الشرق عامة والإسلام خاصة في كل موضوع من مواضيع القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية العطرة، والفقه والكلام.
كما تحدثوا عن تاريخ الإسلام، والصحابة والتابعين الكرام، والأئمة المجتهدين والمحدثين والفقهاء، والمشايخ والصوفية، ورواة الحديث وعن فن الجرح والتعديل، وأسماء الرجال، وحجية السنة، وتدوينها، ومصادر الفقه الإسلامي، وتطوره في أسلوب لا يخلو عن التشكيك وإثارة الشبهات، ويكفي لزعزعة العقيدة والترغيب عن الإسلام لرجل ليس له نظر عميق في هذا الموضوع، «2» وغالبا يشتركون في التحقيق مع بعض العلماء المسلمين ولكنهم يخفون أسماءهم لسبب أو لآخر.
ولا شك أن ما حققوه من تراثنا كان من أجل خدمة أغراضهم وأهدافهم وليتعرفوا على أسرار هذا الدين العظيم.
وقد ركز المستشرقون على إحياء التراث الإسلامي المنحرف كالباطني والمجوسي والغنوصي القديم هادفين من وراء ذلك تحطيم أصالة الفكر الإسلامي كما ركزوا على نشر الفكر الإلحادي والمنحرف كفكر غلاة الصوفية وبعض المنحرفين من أهل الحلول والاتحاد والإباحية وغير ذلك «3».
______________________________
(1) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية لأبي الحسن الندوي ص 190.
(2) الصراع بين الفكرة الإسلامية والغربية ص 190.
(3) أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي، د/ علي جريشة ومحمد الزيبق دار الاعتصام، ص 25 - 26.
الصفحة 50
972