كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

المشهور «1».
التعليق:
هذه تسع محاولات غربية لترتيب القرآن الكريم ترتيبا مخالفا للمصحف العثماني، معتمدين في ذلك إما على: الروايات التاريخية بأنواعها ما صح منها وما جانب الصحة، أو على: الاحتمالات العقلية مراعين سياق الآيات وأسلوبها وجرسها ونهاياتها النحوية (الفاصلة القرآنية).
وقد عرضتها عرضا موجزا ولم أقف عند كل محاولة إلا لماما مكتفيا برد عام عليها.
فهذه المحاولات جهد ضاع دون كثير جدوى، بل جلها لا تستحق المداد والورق الذي كتبت عليه، لما فيها من عبث بالقرآن الكريم ينزع عنه حصانته الربانية. ولاصطدامها مع واقع الأحداث ومسلمات العقل، وصحيح الرواية وقد كان وضعهم القرآن الكريم في مختبراتهم تحت مشرحتهم الخاضعة لعقليتهم الغربية مما أذهب جمال القرآن الكريم من نفوسهم، لأن الأمر بطريقتهم تعدى ترتيب السور القرآنية إلى تقطيع النصوص القرآنية الموصولة وظهر هذا واضحا في محاولة «هيرشفيلد»، أو بترقيع بعض النصوص القرآنية بطريقة (التكملات البديلة) باقحامات مرفوضة كما ظهر ذلك جليا في طريقة «بل» وعقليتهم الغربية أعجز من أن تصل إلى كنه هذا الكتاب الرباني، والسر في ترتيبه بتناسق عجيب وسلاسة أخاذة، وفاصلة مرتبطة مع السياق ارتباطا وثيقا.
هذه الأمور هي التي تشعر القارئ المتفحص لهذا الكتاب بالانسجام بالآيات القرآنية، والترابط المحكم والتناسق الفني بين الآيات والسور بعضها مع بعض.
أما سبب الخطأ الرئيسي عند هؤلاء المستشرقين عدم اعتمادهم في عملهم
______________________________
(1) مقدمة القرآن - واط ص 131.

الصفحة 501