كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

قال ابن قتيبة: الإنشار: الإحياء. والإنشاز: التحريك للنقل، والحياة حركة، فلا فرق بينهما «1».
ج - أن يختلف المعنيان ولكن يمكن الجمع بينهما مثال ذلك: قوله تعالى:
وَ لا يُضَارَّ كاتِبٌ ولا شَهِيدٌ «2» بفتح الراء في (يضار) وبضمها.
(فلا) على قراءة الفتح ناهية جازمة. و (يضار) مجزوم وحرك بالفتح لكونه مضعفا.
و (لا) على قراءة الضم نافية. و (يضار) فعل مضارع مرفوع و (لا) على قراءة تعطي معنى خاصا، إلا أنه يمكن الجمع بين هذين المعنيين، إذ المقصود منهما عدم إلحاق الضرر بالكاتب ولا الشهيد والأمثلة كثيرة.
قال ابن قتيبة - رحمه اللّه -:
( .. الاختلاف نوعان): اختلاف تغاير، واختلاف تضاد.
(فاختلاف التضاد) لا يجوز، وليست واحدة بحمد اللّه في شيء من القرآن إلا في الأمر والنهي من الناسخ والمنسوخ.
(و اختلاف التغاير) «3» جائز .. فاختلاف القراءات إنما هو اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تعارض وتضارب. فإن هذا لا يتصور أن يكون في كلام العقلاء من البشر فضلا عن أن يكون في كلام رب العالمين وإذا كان الأمر كذلك استحال على النص القرآني أن يعتوره قلق، أو ينزل بساحته اضطراب «4».
وهذه القراءات لم يتسامح بها كما زعم «جولد تسيهر» «5» ولم تكن
______________________________
(1) انظر حجة القراءات ص 144، وتأويل مشكل القرآن ص 41.
(2) سورة البقرة (282).
(3) تأويل مشكل القرآن ص 40.
(4) القراءات في نظر المستشرقين والملحدين ص 18.
(5) مذاهب التفسير الإسلامي ص 7.

الصفحة 514