كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

بالبناء للمعلوم، أي صدر عنهم الكذب، إذ لا شك أن هذه القراءة الأصلية ..
بيد أن الأنبياء قد (كذبوا) أي صدر عنهم الكذب أمر لا يستطيع مؤمن صادق الإيمان أن يتحمله ويتقبله .. فقد قرأ بعضهم بدلا من كذبوا بالبناء للمعلوم، (كذبوا) أو (كذبوا) بالتخفيف والتشديد على البناء للمجهول] «1» وقد حاول أن يؤكد كلامه بقصة سعيد بن جبير وسؤال فتى من قريش له حول هذه الآية.
الجواب:
في هذه القراءة أفصح «جولد تسيهر» عن حقيقته العلمية حيث أخذ بالرواية الشاذة (كذبوا) بالبناء للمعلوم وقدمها على القراءات الصحيحة المتواترة مما يدل على عدم نزاهته العلمية، ولا تجرده في البحث العلمي.
والملاحظ أن «جولد تسيهر» ابتدع لنفسه مصطلحا جديدا للقراءات حيث كان يطلق على ما يرجح منها في نظره بالقراءات (الأصلية) والتي لا ترجح (غير أصلية) وهذا المصطلح لم يصدر عن أحد من علماء القراءات وإنما كانوا يطلقون على القراءة التي تثبت بطرق التواتر (قراءة متواترة)، والتي تنال ذيوعا واستفاضة وقبولا وصحة في السند (قراءة مشهورة) وغيرهما تعتبر (قراءة شاذة) وهذه لا تعتبر قرآنا.
والقراءة المتواترة في هذه القراءة بناؤها للمجهول بالتخفيف والتشديد.
فقد قرأ عاصم وحمزة والكسائي الكوفيون (كذبوا) بالتخفيف أما الباقون فقد قرءوا (كذبوا) بالتشديد.
وهاتان القراءتان مع تواترهما إلا أن «جولد تسيهر» اعتبرهما قراءتين غير أصليتين.
______________________________
(1) مذاهب التفسير الإسلامي ص 41 - 42.

الصفحة 518