كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

الجواب:
هذا من غرائب آراء «جولد تسيهر» حيث نص أن هذه الزيادة مما أقحمه الأحناف لتأييد رأيهم الفقهي، ولبيان ضعف وجهة نظر من تساهل من أصحاب المدارس الأخرى. والمعروف أن هذه القراءة كانت قبل وجود المدارس الفقهية سواء الحنفية أو غيرها.
ومما يؤكد سبقها للمدارس ما ذكره «جولد تسيهر» نفسه أنها قراءة أبي وابن مسعود - رضي اللّه عنهما -.
ولكن نقول إذا كان سند هذه القراءة صحيحا فتكون مما استأنس به الأحناف لدعم رأيهم الفقهي لا هم اخترعوها كما زعم «جولد تسيهر» وهذه القراءة لم تصل حد التواتر بل هي تمثل رأي عبد اللّه بن مسعود الذي بنى الأحناف مدرستهم على أسسه في الأحكام الفقهية.
أما إذا لم يصح سند هذه الرواية لابن مسعود فقد كفينا الرد عليها إلا أن يوجه ذلك بما ذكرنا من أن زياداته كانت تفسيرا لا قرآنا «1».
كل هذا يبطل ظنون وتخيلات «جولد تسيهر».
المسألة الثالثة:
3 - تغيير بعض القراءات مراعاة لبعض القواعد النحوية.
ومثال ذلك قوله تعالى: وكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ «2» حيث ضعف «جولد تسيهر» قراءة ابن عامر (زين) مؤيدا قوله بما نقل عن الزمخشري وغيره بتضعيف هذه القراءة للفصل بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول؛ للتشتيت في التركيب. ناسبا الجهل
______________________________
(1) حاشية مذاهب التفسير الإسلامي ص 26.
(2) سورة الأنعام: 137.

الصفحة 525