كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

للزمخشري في معرفة أن هذه القراءة متواترة قرأها النبي - صلّى اللّه عليه وسلم - على جبريل - عليه السلام -.
الجواب:
هاتان القراءتان متواترتان، صح قراءة رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - لهما على جبريل - عليه السلام - كما صح تلقي الصحابة - رضوان اللّه عليهم - لهما عنه - صلّى اللّه عليه وسلم - فقراءة الجمهور: أهل الحرمين وأهل الكوفة وأهل البصرة (زين) بفتح الزاي والياء.
ولم يخالف قراءة الجمهور إلا ابن عامر الذي قرأ (زين) بضم الزاي وكسر الياء. وقراءة ابن عامر على ما لم يسم فاعله (قتل) بالرفع على أنه مفعول لزين (أولادهم) بالنصب أعمل فيه القتل، (شركائهم) بالخفض على إضافة القتل إليهم لأنهم الفاعلون، فأضاف الفعل إلى فاعله على ما يجب في الأصل لكنه فرق بين المضاف والمضاف إليه فقدم المفعول وتركه منصوبا على حاله، إذ كان متأخرا في المعنى، وأخر المضاف وتركه مخفوضا على حاله إذ كان متقدما بعد القتل.
وقد نسب بعضهم الضعف لهذه القراءة بسبب التفريق بين المضاف والمضاف إليه. ولكنهم جوزوه في الشعر فقط، وعدوا إجازته في القرآن بعيدا.
وقد نقل الإمام «ابن الجزري» رأي جمهور نحاة البصرة في ذلك على أن التفريق بين المضاف والمضاف إليه لا يجوز إلا في ضرورة الشعر.
أما أهل الكوفة فيجوزون التفريق بين المضاف والمضاف إليه على الإطلاق.
وقد ذكروا أن الفصل بينهما فقاعدة صحيحة، ولكنها قليلة الاستعمال وعليها شواهد عدة «1».
______________________________
(1) خزانة الأدب - للبغدادي 2/ 251 فما بعدها وانظر حاشية حجة القراءات ص 273، بقلم سعيد الأفغاني.

الصفحة 526