كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

قلائص منك فإن ظهرت الروم على فارس غرمت وإن ظهرت فارس على الروم غرمت إلى ثلاث سنين ثم جاء أبو بكر إلى النبي - صلّى اللّه عليه وسلم - فأخبره. فقال:
ما هكذا ذكرت إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر وماده في الأجل فخرج أبو بكر فلقي أبيا فقال: لعلك ندمت فقال: لا فقال: أزايدك في الخطر وأمادك في الأجل، فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين قال: قد فعلت.
فأظهر اللّه الروم على فارس عند رأس البضع سنين وهذا كان من قمارهم الأول .. ».
بهذا التوضيح يظهر بطلان زعم «جولد تسيهر» أن القرآن الكريم فيه تناقض وتعارض مراعاة لإحدى العلاقات التاريخية.
المسألة الخامسة:
5 - زيادات دخلت القراءات كتكميلات مفسرة دفعا للاضطراب، أو لإزالة غامض، أو لإزالة شبهة دينية، أو تحديد مسألة فقهية .. إلخ. وقد جعل عمدة هذه الزيادات الصحابيان الجليلان عبد اللّه بن مسعود، وأبي بن كعب - رضي اللّه عنهما - وقد ذكرت بعض هذه الزيادات في النقطة الأولى والثانية وقد علق «جولد تسيهر» على هذه المسألة قائلا: [و ليس بواضح حقا ما قصد من هذه الزيادات: هل قصد أصحابها من ذلك إلى تصحيح حقيقي للنص، أو إلى إضافة تعليقات موضحة فقط لا تغير النص في شيء .. بل موضحة لنص الوحي] «1».
الجواب:
إن مكانة هذين الصحابيين تمنع جهلهما بشيء من هذه القراءات وخاصة أنهما ممن تلقيا من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - القراءة وحث الرسول - صلّى اللّه عليه وسلم - الناس بتلقي القرآن عنهما قال - صلّى اللّه عليه وسلم -: «تعلموا القرآن من أربعة: عبد اللّه بن
______________________________
(1) مذاهب التفسير الإسلامي ص 16 وما بعدها.

الصفحة 532