كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل» «1».
فمكانتهما العلمية، وشهادة رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - تنزههما عن تغيير نص قرآني، وما كان منهما أنهما كانا كبقية الصحابة - رضوان اللّه عليهم - يحتفظون بنسخ خاصة بهم فيها القرآن المتواتر، والآحادي، والزيادة التفسيرية الموضحة للنص، وهذه الزيادة في القراءة أشبه ما تكون بالمدرج في الحديث.
ومن هذه الأمثلة التي ذكرها «جولد تسيهر» كالقراءة التي نسبها لابن مسعود - رضي اللّه عنه - في قوله تعالى: وامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ «2» [و هو قاعد] «3».
وهذه وأمثالها من باب الزيادة التفسيرية، وهو مفهوم من النص ضمنا وهو ليس قرآنا بل من آحادي التلاوة.
فهذه الأمثلة لا تصلح حجة ل «جولد تسيهر» وغيره من المستشرقين لاتهام الصحابة - رضوان اللّه عليهم - بتغيير النص القرآني تشهيا، أو لحريتهم الفكرية أو لجرأتهم المعهودة.
وإنما الأمر مرده لتلقي الصحابة القراءة عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - والزيادات منهم كانت كناحية تفسيرية، أو ضبطا لحكم فقهي، أو مسألة علمية جعلوا كل هذا نصا قرآنيا جديدا تلاعبت أيدي الصحابة بالنص الأصلي حتى صار هكذا.
______________________________
(1) خرجه الإمام البخاري في صحيحه ج 4/ 288 باب مناقب الأنصار، مناقب أبي بن كعب 16 بلفظ (خذوا القرآن من أربعة: من عبد اللّه بن مسعود، فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ ابن جبل، وأبي بن كعب).
(2) سورة هود: (71).
(3) مذاهب التفسير الإسلامي ص 22.

الصفحة 533