كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

وقد نقل «جولد تسيهر» لهذا مثالا وهو قوله تعالى: نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ «1» حيث قرأ أبو السرار «2» الغنوي «نسمة عن نسمة» «3».
الجواب:
هذه القراءة من شواذ القراءات، لم تثبت قرآنيتها. وقارئها أبو السرار الغنوي من الذين لا يؤخذ لهم في القرآن برأي ولا يعد قولهم فقها.
المسألة الثامنة:
8 - تغير بعض القراءات أدى التغيير لمسخ القراءة.
واستشهد «جولد تسيهر» لذلك بقوله تعالى: «يطاف عليهم بكأس من معين. صفراء لذة للشاربين» «4».
حيث قرأ ابن مسعود بدلا من «بيضاء» «صفراء» واعتبر «جولد تسيهر» هذا التغيير مسخا للقراءة «5».
الجواب:
ذكر هذه القراءة الشاذة الآلوسي في تفسيره «6» ونسبها لعبد اللّه بن مسعود. ولكن الأمر ليس كما تصور «جولد تسيهر» أن قراءة عبد اللّه مسخت القراءة الأصلية. بل إن قراءة الجمهور «بيضاء» جاءت وصفا إما للكأس الذي يصب فيه خمر الجنة. أو وصف لخمر الجنة قبل عصرها ووصفها بالبياض جاء
______________________________
(1) سورة البقرة: (48).
(2) أبو السرار الغنوي: قال عنه الدكتور عبد الحليم النجار كان أبو السرار الغنوي كرؤبة وغيره من أجلاف العرب ومتأخريهم الذين لا يؤخذ لهم في القرآن برأي ولا يعد قولهم فقها. انظر حاشية مذاهب التفسير الإسلامي ص 27 بقلم الدكتور عبد الحليم النجار.
(3) مذاهب التفسير الإسلامي ص 26 - 27.
(4) سورة الصافات آية: (45 - 46).
(5) مذاهب التفسير الإسلامي ص 29.
(6) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم 12/ 87.

الصفحة 535