كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

كما وضحت أن القراءات الصحيحة لا يكون بينها أي تناقض أو تدافع يحيل المعنى ويرده.
وقد تبين أن أقوال «جولد تسيهر» كانت إما لجهل أو تجن لتحقيق غرض في نفسه.
وقد جعلت ردي عليه مجملا موزعا أقواله لقضايا عامة وزع عليها القراءات القرآنية مكتفيا بمثال أو أكثر لإبطال هذه القواعد التي انطلق منها للتشكيك في قراءات القرآن الكريم وبقية الأمثلة متشابهة وموزعة تحت هذه القواعد لا تخرج عنها.
وقد أكثر «جولد تسيهر» من ضرب الأمثلة بالقراءات الشاذة، كما أورد بعض القراءات المتواترة إلا أنه صرفها عن المعنى المتبادر الصحيح إلى بعض الوجوه البعيدة في دلالتها وفي النماذج التي أوردتها غناء عن تتبع كل ما أورده.
وللّه الحمد والمنة ..
المسألة التاسعة:
موقف المستشرقين من القراءة بالمعنى.
زعم «بلاشير» و «جولد تسيهر» وغيرهما على جواز قراءة القرآن بالمعنى، وأنه لا يهم مطابقته لحرفية اللفظ.
واستدل «جولد تسيهر» على زعمه بما نسبه لعثمان - رضي اللّه عنه - من قراءة آية آل عمران «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر «1» * ويستعينون اللّه على ما أصابهم» وبما نسبه لابن مسعود بقراءته «اهدنا الصراط المستقيم» «2» «ارشدنا الصراط المستقيم» مغيرا
______________________________
(1) سورة آل عمران: 104.
(2) سورة الفاتحة: 6.

الصفحة 537