كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

الكلمة بمرادفها، واستدل بقول ابن مسعود - رضي اللّه عنه - كذلك: لقد سمعت القراء ووجدت أنهم متقاربون فاقرءوا كما علمتم فهو كقولكم: هلم وتعال.
ونسب لعبد اللّه بن المبارك أنه كان لا يرد على أحد حرفا إذا قرأ مخالفا للقراءة المشهورة.
واستدل «جولد تسيهر» بتعدد القراءات على حرية القراءة للنص بالمعنى ممثلا على ذلك بقوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ «1» بضم الفاء وفتحها. وقد علق على فرية القراءة بالمعنى «بلاشير» قائلا: [خلال الفترة التي تبدأ من مبايعة «علي» - رضي اللّه عنه - عام 35 ه حتى مبايعة الخليفة الأموي الخامس «عبد الملك» عام 65 ه كانت جميع الاتجاهات تتواجه، فالمصحف العثماني قد نشر نفوذه في كل البلاد إذ كان مؤيدا بنفوذ من شاركوا في عمله ..
فبالنسبة إلى بعض المؤمنين لم يكن نص القرآن بحرفه هو المهم وإنما روحه.
وهذه النظرية (القراءة بالمعنى) تعد من أخطر النظريات لأنها تكل تحديد النص إلى هوى كل إنسان وفهمه] «2».
ومن المؤسف أن الدكتور «مصطفى مندور» قد انساق لهذا الرأي فخصص له فصلا في رسالته العلمية المقدمة لكلية الآداب - باريس بعنوان «الشواذ» حيث قال: [هنالك على الأخص نقطة وقع عليها اتفاق كثيرين هي أن القرآن ربما قرئ بأوجه كثيرة، ولكن الأساس هو أن يحترم المعنى .. ].
وقد استدل بقول عمر بن الخطاب «والقرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذابا، أو عذابا مغفرة» وبقول ابن مسعود القريب منه: «لقد سمعت القراء ووجدت أنهم متقاربون فاقرءوا كما علمتم فهو كقولكم هلم وتعال».
______________________________
(1) سورة التوبة: 128.
(2) تاريخ القرآن - عبد الصبور شاهين ص 84، 85.

الصفحة 538