كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

قال «أبو حيان» معلقا على هذه القراءة: «ولم تثبت هذه الزيادة في سواد المصحف فلا تكون قرآنا وفيها إشارة إلى ما يصيب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من الأذى كما قال تعالى: وامُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ واصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ «1».
ومثلها قراءة «أرشدنا» في الفاتحة عن ابن مسعود. وقراءة «أنفسكم» بفتح الفاء.
وقد حمل العلماء هذه القراءات على أنها قراءات تفسيرية. وذلك لأنها أحاد وخالفت سواد المصحف أراد الصحابي من ذكرها توضيح معنى النص بمرادفه في اللفظ أو توضيح المقصود منه من حيث المعنى.
وقراءة الآحاد لا تعتبر قرآنا حتى لو نسبت لمحمد أو آل بيته - عليهم السلام - كقراءة «أنفسكم» فكونها قراءة آحاد لا يجوز الأخذ بها لعدم توافر شروط الرواية الصحيحة لها.
وكل ما استشهدوا به في هذا الموطن من قراءات تحمل على أنها تفسيرية.
قال أبو حيان عند قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها قال: «هذه القراءة مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه، فينبغي أن تجعل تفسيرا. وكذا ما ورد عنه وعن غيره مما خالف سواد المصحف .. » «2».
وكما ينبغي أن يعلم أن مخالفة المروي للقرآن المتواتر، أو لما اشتهر من السنة الصحيحة، أو لإجماع العلماء مما يقلل الثقة بالرواية ويجعلها في عداد الروايات الواهية التي لا يحتج بها «3».
أما استناد بعضهم بجواز القراءة بالمعنى اعتمادا على نزول القرآن بأحرف سبعة باطل.
______________________________
(1) تفسير البحر المحيط 3/ 21.
(2) البحر المحيط 1/ 161.
(3) المدخل لدراسة القرآن الكريم - بتصرف ص 202 - 203.

الصفحة 540