كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

مع أن هؤلاء قوبلوا بالإنكار الشديد من جمهور المسلمين، وأقيمت عليهم الحجة ببطلان مذهبهم، واستتيبوا فرجعوا عن مذهبهم وكتب محضر بتوبتهم.
فالأصل في الحرية في القراءة أن تكون مقيدة بالأثر والرواية، وصحة النقل، وبالاعتماد على المشافهة فللقارئ أن يختار ما يشاء من القراءات في حدود المقبول المتواتر منها، وليس له تغيير شيء منها. بل عليه التقيد بما نقل منها عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - «1».
الأمر الثاني: الاختلاف الناجم عن طبيعة الخط العربي:
زعم «بلاشير» و «جولد تسيهر» و «نولديكه» و «آرثر جيفري» وأصحاب الموسوعة البريطانية وغيرهم أن سبب الاختلاف في كثير من القراءات يعود إلى خصوصية الخط العربي الذي كان مجردا من الشكل والنقط والذي كتب به المصحف العثماني «2».
الجواب:
أرجع هؤلاء المستشرقون سبب الاختلاف في القراءة لسببين رئيسيين:
الأول: تجرد المصحف من النقط.
الثاني: عدم وجود الحركات النحوية، وفقدان الشكل في الخط العربي.
ما ذا يقصد هؤلاء المستشرقون برسم المصحف؟.
أرادوا برسم المصحف القواعد التي ارتضاها الخليفة عثمان - رضي اللّه
______________________________
(1) انظر كتاب القراءات - للقاضي ص 179 - 182.
(2) انظر مذاهب التفسير الإسلامي ص 908، تاريخ القرآن - عبد الصبور شاهين ص 210 وما بعدها، وقضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية ص 220.
المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 366، ومقدمة كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 7 بقلم (آرثر جيفري).

الصفحة 544