كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

عنه - ومن كان معه من الصحابة في كتابة القرآن الكريم، ورسم حروفه في المصاحف التي وجهها للآفاق، وفي المصحف الإمام الذي احتفظ به لنفسه.
وعلم الرسم علم اهتم به علماء الإسلام قديما وحديثا. حيث ألف فيه بعضهم عدة مؤلفات: فمن القدماء الإمام أبو عمرو الداني، والمراكشي، ومن المحدثين محمد بن أحمد الشهير بالمتولي، ومحمد خلف الحسيني، والشيخ محمد حبيب اللّه الشنقيطي وغيرهم.
وقد اختلف في جواز كتابته برسمنا الحالي.
أما شبهتهم السابقة فيردها عدة أمور:
1 - أن المستشرقين قد بنوا شبهاتهم على إغفال الحقيقة التاريخية التي تؤيدها النقول المتواترة التي لا يتطرق إليها أي شك وهو أن القرآن الكريم تلقاه رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - من أمين الوحي جبريل - عليه السلام - وعلمه بدوره لصحابته الكرام - رضوان اللّه عليهم - فحفظوه في صدورهم. فمن هنا يظهر أن القراءة كانت سابقة لكتابة القرآن الكريم.
2 - أننا نجد حرفا في القرآن الكريم يتكرر برسم واحد لا يختلف في السور، التي ورد فيها، ومع ذلك نجد القراء يختلفون في قراءته في بعض المواضع، ويتفقون في قراءته في مواضع أخرى.
مثال ذلك:
اتفقوا في قراءة مالِكَ الْمُلْكِ «1» ومَلِكِ النَّاسِ «2» في حين اختلفوا في قراءة مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ «3» فقرأ بعضهم بالألف وقرأ آخرون بدون الألف في حين أن مثيلتها «مالك» و «ملك» السابقتين في المصحف واحد
______________________________
(1) سورة آل عمران: 26.
(2) سورة الناس: 2.
(3) سورة الفاتحة: 3.

الصفحة 545