كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

غير مختلف «1».
3 - نجد في المصحف إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ «2» فرسم كلمة «لأهب» بالهمزة في كل المصاحف وقد قرأ بها كل القراء إلا ورشا وأبا عمرو خالفا. وقرئ «ليهب» بالياء لاعتمادهم في ذلك على النقل وثبوت الرواية.
وحتى لو خالفا رسم المصاحف «3» لأن القراءة سنة متبعة لا تأثير للرسم عليها.
4 - نجد أن بعض القراء يقرءون على قارئ واحد ورسم مصحفهم واحد ومع هذا فبعضهم يكثر في الإمالة، وبعضهم يقل بها كراويي عاصم: أبي بكر، وحفص، وراويي نافع: قالون، وورش «4».
حتى أن حفصا لم يمل من جميع القرآن إلا قوله تعالى مَجْراها «5» من سورة هود «6».
5 - نجد أن بعض الكلمات رسمها واحد وقراءة القراء لها مختلفة مثال ذلك: كلمة يَحْزَنَ «7» في القرآن الكريم فأبو جعفر قرأها (يحزن) بضم الياء وكسر الزاي في الأنبياء فقط. مع أنه فتح الياء وضم الزاي في باقي القرآن.
أما نافع فإنه قرأها (يحزن) بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن إلا في الأنبياء فإنه فتح فيها الياء وضم الزاي «8».
وفي هذا دليل واضح كذلك أن الاختلاف راجع للتلقي والنقل لا للرسم لأنه واحد.
______________________________
(1) انظر حجة القراءات ص 77.
(2) سورة مريم: 19.
(3) رسم المصحف العثماني - شلبي - طبعة دار الشروق ص 33 - 34.
(4) رسم المصحف ص 44.
(5) سورة هود: 41.
(6) انظر رسم المصحف ص 44 - 45.
(7) سورة الأحزاب: 51.
(8) نفس المرجع ص 45.

الصفحة 546