كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

المثال الأول:
قوله تعالى: ونادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ. قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ «1» والرسم يحتمل في «تستكبرون» قراءة أخرى هي «تستكثرون» لذا جاء فيها القراءتان.
والمثال الثاني:
قوله تعالى: وما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ «2» بالمثناة التحتية، وقرأ حماد الرواية «أباه» بالباء الموحدة «3».
وهاتان القراءتان اللتان استشهد بهما «جولد تسيهر» من شواذ القراءات ومنكرها، فلا حجة إذن فيهما مع أن كلتا القراءتين يحتملهما الرسم، والثانية سائغة المعنى، ومروية عن الحسن وحماد الرواية، وابن السميفع وأبي نهيك وأبي معاذ القارئ «4» ولكنها رفضت واعتبرت شاذة لعدم ثبوتها عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلم - لأن القراءة سنة متبعة لا على ما يحتمله الرسم «5».
كما استدل بقراءتين أخريين «6» ليدلل على صحة زعمه.
أولهما:
قوله تعالى: وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ «7» وقرأ بعضهم بدلا من «بشرا» بالباء «نشرا» بالنون.
______________________________
(1) سورة الأعراف: 48.
(2) سورة التوبة: 114.
(3) انظر مذاهب التفسير الإسلامي ص 9.
(4) انظر تفسير البحر المحيط 5/ 105.
(5) انظر كتاب القراءات في نظر المشركين والملحدين ص 99 - 100.
(6) انظر مذاهب التفسير الإسلامي ص 9 - 10.
(7) سورة الأعراف: 57.

الصفحة 548