كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

ويتبين مما مضى أن الدوريات التي أنشأها المستشرقون يمكن أن تقسم إلى ثلاثة أنواع:
أ - علمية دراسية تحليلية في ظاهرها، تتناول القضايا الفكرية الإسلامية من جانب ثقافي لتطرح من خلاله الشبهات وتظهره على صور تؤدي بالفكر الإسلامي إلى الشك والحيرة والتردد. وهذا العمل يقصدون منه هدم أصول الإسلام أو إضعاف المسلمين.
ب - مجلات استعمارية سياسية تقصد نشر الفكر الاستعماري في الأمة العربية والإسلامية. وهذه المجلات تحاول إبراز حاجة المسلمين للمدنية الغربية وجهلهم بالتقدم العلمي وعدم قدرتهم على مواصلة البحوث المتطورة في عالم الصناعة.
ج - مجلات تنصيرية غايتها الأساسية ارتداد المسلمين وتنصير الوثنيين وهذه المجلات قد احتضنتها الدول الكبرى لهدف استعماري في الأصل «1».
أما بالنسبة للصحف فهي كذلك كثيرة فقد استطاع المستشرقون استئجار مجموعة من الصحف العالمية لبث أفكارهم وبحوثهم إلى الآخرين فيها، واستطاعوا كذلك أن يستأجروا كتّابا وأساتذة جامعيين وغير جامعيين، وأدباء، وشعراء من أبناء الشعوب الإسلامية، يحملون أفكارهم وينشرونها بأقلامهم وألسنتهم، ليكونوا أكثر تأثيرا في الأجيال الناشئة من أبناء المسلمين، وهؤلاء هم الأبواق الناعقة لهم، الأجراء والعملاء والتلاميذ المخلصون أمثال: سلامة موسى، طه حسين، وغيرهما «2».
وقد عبر عن أهمية الصحافة بالنسبة للمستشرقين المستشرق «جب» حيث قال: « .. يجب ألا ينحصر الأمر في الاعتماد على التعليم في المدارس الابتدائية
______________________________
(1) نفس المرجع ص 254.
(2) أجنحة المكر الثلاثة ص 134.

الصفحة 55