كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
لأنه من صفة واحدة «1».
وكقول الخرنق بن قيس:
لا يبعدنّ قومي الذين هم ... سم العداوة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر
ونصب «النازلين» على المدح بين مرفوعات.
وقد عقد لهذا النوع سيبويه في كتابه (كتاب سيبويه) «2» فصلا تحت عنوان «باب ما ينتصب على التعظيم والمدح».
قال الفارسي: [إذا ذكرت الصفات الكثيرة في معرض المدح والذم فالحسن أن تخالف بإعرابها، ولا تجعل كلها جارية على موصوفها لأن هذا الموضع من مواضع الإطناب في الوصف، والإبلاغ في القول. فإذا خولف بإعرابه الأوصاف كان المقصود أكمل، لأن الكلام عند الاختلاف يصير كأنه نوع من الكلام، وضروب من البيان، وعند الاتحاد في الإعراب يكون وجها واحدا، أو جملة واحدة] «3».
كان لإظهار ميزة الصبر في الشدائد وفي مواطن القتال على سائر الأعمال ولبيان مكانة الصبر من البر وتغيير الأسلوب أفضل من الناحية النفسية؛ لأنه يجذب الانتباه ويوقظ الشعور، ويحمل العقول على التساؤل والبحث، فتتمكن المعاني في النفس أفضل تمكن «4».
أما الآية الثانية:
وهي قوله: والْمُقِيمِينَ بدلا من «والمقيمون» وهي قوله تعالى
______________________________
(1) انظر تفسير الطبري 3/ 353.
(2) انظر كتاب سيبويه 1/ 202 طبعة عالم الكتب.
(3) تفسير البحر المحيط 2/ 7 - 8.
(4) الكشاف - الزمخشري 1/ 331.