كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
الكاتب على الورقة.
الجواب:
هذا القول من أغرب الأقوال التي أتى بها «نولديكه» لإثبات التحريف في كتاب اللّه سبحانه بسبب خطأ الكتّاب. وهذا القول يناقضه الواقع والروايات التاريخية التي حفظ بها هذا القرآن العظيم، وما بذل من أجله من جهد وتدقيق وتحقيق مما فاق أي كتاب آخر.
كيف لا وهو كتاب رب العالمين - سبحانه -.
لا شك أن هذه الآية جاء فيها عدة قراءات بين قراءات متواترة وقراءات آحاد.
فقد قر الجمهور: «وقضى» فعلا ماضيا من القضاء وهو ما رسم به المصحف العثماني، وعليه بقية مصاحف الأمصار ليومنا هذا.
وقرأ بعض ولد معاذ بن جبل «وقضاء ربك» مصدر قضى. وهذا مرفوع على الابتداء وخبره «أن لا تعبدوا»، وذكر أنه كان مرسوما «ووصى» من التوصية في مصاحف بعض الصحابة كابن مسعود وابن عباس - رضي اللّه عنهما - وبعض التابعين كسعيد بن جبير والنخعي، وميمون بن مهران «1» رحمهم اللّه.
وهذه القراءات سوى قراءة الجمهور قراءات آحاد لمخالفتها للقراءة المتواترة، وسواد المصحف الإمام.
كما أن بعض العلماء قد ضعفها كالإمام ابن الأنباري - رحمه اللّه - حيث قال: [إن هذه الروايات ضعيفة، والضعيف لا يحتج به، ولا يؤخذ به في دون هذا فما بالك في شيء يتعلق بالقرآن الكريم] «2».
______________________________
(1) انظر تفسير البحر المحيط 6/ 25.
(2) المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 375.