كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)

المبحث الخامس طوائف المستشرقين
لم يكن المستشرقون على درجة واحدة في دراسة الإسلام خاصة والدراسات الشرقية على وجه العموم، مع أنهم جميعا تزيوا بمسوح العلم وأظهروا الولاء والإخلاص للبحث والتقصي إلا أن الكثير منهم أساءوا للعلم وأهله بمناهجهم الفجة، وتسخيرهم إياهم لأغراضهم الخاصة.
ويمكن تقسيم هؤلاء المستشرقين بالنسبة لموقفهم من الإسلام إلى فئات:
1 - طائفة لم تملك الفهم اللغوي والبلاغي الدقيق، فأخطئوا بسبب ذلك في فهم النصوص ومصطلحاتها البلاغية والبيانية وحملوها ما لا تحتمل، وصرفوا دلالاتها ومقاصدها عن حقيقتها وأتوا بأمور شكلية، ونتائج خاطئة وهؤلاء كثير؛ كالذي ألف قاموس «المنجد» حيث أحصى الدكتور مصطفى جواد أغلاط المنجد فقط المقصودة والتي مبعثها الجهل بالعربية إلى «ثلاثمائة وأربعة وعشرين» غلطا.
2 - طائفة أثرت في دراساتهم مآرب السياسة، والتعصب الديني (التنصيري) أو الصهيوني، فوجهوا الحقائق وفسروها بما يوافق أغراضهم وأهدافهم.
ومن المؤسف أن يسخر هؤلاء العلم الذي يسمو به الإنسان، ويحرر من عبودية الجهل والعادة الخاطئة والوصول به للإنسانية الكاملة لإذلال الإنسان أو استعباده أو الطعن في تراثه وعقيدته بغير حق. «1» أمثال: «جب» وشاتليه،
______________________________
(1) المنتقى في دراسات المستشرقين ص ج، د من التمهيد.

الصفحة 73