كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

السمة الثانية:
في تفسيرهم ملؤه بالخرافات والأباطيل التي لا يقرها شرع ولا عقل، كحل رموز القرآن المبهمة من أسماء الأشخاص والأماكن التي بثوا فيها كل حقدهم ونقمتهم على الصحابة الذين خالفوا «عليا» - رضوان اللّه عليهم - ولم ينصروه، وعلى المسلمين الذين لم يسيروا حسب مذهبهم ومعتقداتهم من أمثلة هذه السمة:
تفسيرهم الجبت والطاغوت بأبي بكر وعمر - رضي اللّه عنهما - وتفسيرهم البقرة التي أمر اللّه بذبحها بعائشة أم المؤمنين - رضي اللّه عنها - وتفسيرهم الشجرة الملعونة في القرآن ببني أمية. كما فسروا (كهيعص) برواية طويلة منها أن الكاف كربلاء والهاء هلاك العترة، والياء يزيد ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره، وأنه لما عرف تفسيرها زكريا - عليه السلام - لم يخرج من مسجده ثلاثة أيام مانعا الناس من الدخول عليه.
وهذا التفسير للحروف المقطعة مخالف لما عليه جمهور المفسرين في تفسير الحروف المقطعة «1».
السمة الثالثة:
تأثر الشيعة بتفسيرات المعتزلة التي لها صلة بعلم الكلام لتتلمذ كثير من شيوخهم على بعض شيوخ المعتزلة.
السمة الرابعة:
اتفق الشيعة مع الفلاسفة والصوفية في جعل ظاهر وباطن للنص القرآني وعدم السماح لأحد بتفسير شيء منه ما لم يسمعه من أئمتهم.
______________________________
(1) الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم ص 62.

الصفحة 781