كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
صاحب هذا التفسير من متطرفي الإمامية الاثني عشرية، وهذا التفسير غلب عليه طريقة المتصوفة في صرف المعنى الظاهر للرمز والإشارة والشطحات المعهودة عندهم، كما أنه خلطه بكثير من الأبحاث الفلسفية الدقيقة لكنه لم ينس أن يدافع عن مذهبه وإثبات عقيدته فيه لدرجة التعصب والغلو والعناد.
أما الفروع فلا يقف عندها كثيرا، وينقل لها من تفاسير الشيعة وأهل السنة على السواء كالإمام البيضاوي - رحمه اللّه - ومستخدما بعض العبارات الفارسية كشواهد عما يقول به. ومن الأمور التي يتعرض لها المؤلف أن علم القرآن الكريم كله عند النبي - صلّى اللّه عليه وسلم - والأوصياء من الأئمة، كما ذكر تحريف القرآن الذي يعتقده الشيعة، وأنه ما نزل إلا في الأئمة ومناصريهم، وذكر أعدائهم ومخالفيهم.
وظهر تأثر المؤلف بأسلوب المعتزلة في المسائل الكلامية وموافقته لهم أحيانا كما أنه يلحظ اهتمامه ببعض المسائل النحوية وببعض القراءات القرآنية «1».
3 - التفسير الثالث الذي ذكره «جولد تسيهر» من تفاسير الشيعة تفسير: (مجمع البيان لعلوم القرآن) «لأبي جعفر، وقيل: لأبي علي الفضل ابن الحسين الطبرسي المشهدي المفسر الفقيه المحدث الثقة شيعي معتدل له عدة تفاسير هذا أحدها، وله تصانيف عدة.
هذا التفسير شاهد على تبحر صاحبه بفنون عدة من العلم والمعرفة. وقد ذكر المؤلف في هذا التفسير مقدمات تتعلق بعلوم القرآن، كما أنه يذكر القراءات وأصحابها، ويذكر بعض المسائل اللغوية والنحوية والفقهية حسب المذهب الشيعي مثل إجازته لنكاح المتعة ونصه على عدم جواز الزواج من الكتابيات، كما أنه جمع بين تفسير الآية وتأويلها، وأحيانا تفسيرها تفسيرا رمزيا حسب طريقة الشيعة.
______________________________
(1) التفسير والمفسرون 2/ 199 - 234 (بتصرف).