كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

وقد دافع الطبرسي - رحمه اللّه - عن القرآن الكريم وسلامته من الزيادة والنقصان مخالفا عقيدة قومه، أما أسلوب المؤلف في الكتاب فجميل، وقوي الحجة، ودقيق التعليل، وحسن الترتيب فالكتاب عظيم الفائدة ونافع في بابه.
ولكن لا بد من التنبيه على بعض الملاحظات العامة على الكتاب:
1 - لم يتخل المؤلف عن عقيدة الشيعة فكان يطرح بعض معتقداتهم كالإمامة لعلي، الرجعة، والتقية، وبعض الآراء الاعتزالية دون مغالاة ولا تطرف.
2 - روايته لكثير من الأحاديث الموضوعة والواهية.
3 - تنزيله بعض آيات القرآن بما يتناسب مع اجتهاده الخاص به «1».
4 - لم يعتبر الطبرسي الإجماع حجة إلا إذا كان كاشفا عن رأي الإمام، أو كان الإمام داخلا في جملة المجمعين. لذا رد الأدلة القرآنية التي استدل بها الجمهور على حجية الإجماع «2».
فبعد هذا العرض لثلاثة كتب من تفاسير الشيعة يظهر لنا منهج الشيعة في تفسير القرآن الكريم بين معتدلين ومتطرفين والأشد تطرفا فرقة الاثني عشرية.
والشيعة يخالفون أهل السنة في عقائدهم؛ وينحرفون بهذه العقيدة صارفين لها الآيات القرآنية، رادين ما يعارضها من الآيات القرآنية وما صح من الأحاديث النبوية. وهم يخالفون أهل السنة في كثير من المسائل الفقهية وغيرها مستخدمين كل أسلوب لنصرة مذهبهم من أخذ بالظاهر، أو بالتفسير بالرمز أو الجدل الكلامي إلى غير ذلك.
لذا فتفسيرهم من تفاسير أهل الرأي المذموم والذي لا يجوز القول به ولا الأخذ به.
______________________________
(1) التفسير والمفسرون 2/ 99 - 105.
(2) التفسير والمفسرون 2/ 142 - 144، ودراسات حول القرآن - الطحان ص 204.

الصفحة 784