كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
صلّى اللّه عليه وسلم - قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن. حسبنا كتاب اللّه «1». الحديث.
وقد زعم «خان» أنه في ضوء الظروف الجديدة وتوسع المعرفة الإنسانية لا يمكن الاعتماد في فهم القرآن على التفاسير القديمة وحدها التي اشتملت - في رأيه - على كثير من الخرافات ولكن ينبغي الاعتماد على بعض القرآن وحده الذي هو بحق كلمة اللّه، ومن خلال معرفتنا وتجاربنا الذاتية يمكن لنا أن نفسر القرآن تفسيرا عصريا «2».
ويستخدم سيد خان مفهومين لتقديم تفسير عصري للقرآن لا يناقض كما يعتقد قوانين الطبيعة.
أولهما:
مفهوم المحكم والمتشابه الذي جاء في قوله تعالى: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ «3».
فهو يرى أن هذا التقسيم المحكم والمتشابه دليل على أن الإسلام هو دين الطبيعة، فالآيات المحكمة هي الأساسية وهي التي تشتمل على أساسيات العقيدة أما المتشابهة هي الرمزية وهي التي تساير تطور معارف البشر، فقد تصلح لطور دون طور لذا فلا يجوز التمسك بالفهم القديم لأن هذه الآيات قابلة للتغيير لما يلائم العصر الجديد.
ثانيهما:
يعتبر «خان» القرآن مشتملا على حقائق أساسية هي المقصودة من الحديث، ولكن هذه المعاني الأساسية تصاحبها معان ثانوية وفرعية مأخوذة من بيئة العرب وظروفهم، ولا يعني ذكر القرآن لها أنها حقائق «4» وحجته في عدم
______________________________
(1) انظر صحيح البخاري 8/ 161 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب 26 كراهية الخلاف.
وصحيح مسلم 3/ 1259 كتاب الوصية باب 5 ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه.
(2) انظر مفهوم تجديد الدين ص 123 - 124.
(3) سورة آل عمران: 7.
(4) انظر مفهوم تجديد الدين ص 125 (بتصرف).