كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

قبول الأحاديث النبوية كأساس لفهم الدين؛ أن هذه الأحاديث بسبب عدم تدوينها في العهد النبوي - حسب زعمه - وأن التدوين تم في القرن الثاني الهجري الذي كان مضطربا بالصراعات السياسية والاختلافات الدينية مما سبب الوضع في الحديث النبوي الشريف كما أن كثيرا من هذه الأحاديث قد روي بالمعنى فهي تحمل فهم الراوي وليست هي كلمات الرسول - صلّى اللّه عليه وسلم - بعينها.
ثم زعم أن نقد الحديث كان للسند دون المتن لذا اقترح أن يطبق على الحديث مقاييس النقد العصرية دون تفصيل لهذه المقاييس وما قبله من الأحاديث فقد اعتبره قسمين:
قسم خاص بالأمور الدينية. وقسم خاص بالأمور الدنيوية.
فالقسم الأول هي الملزمة دون الثانية، ويستدل على هذا بقصة تأبير النخل وقوله - صلّى اللّه عليه وسلم - «أنتم أعلم بأمور دنياكم» «1».
2 - كان (سيد خان) يسخر من الذين يقولون إن كل شيء قد اكتمل على أيدي الفقهاء الأقدمين.
وكان يقول: [فمما ينافي العقل أن تكون الأحكام التي ذكروها صالحة لغير زمانهم كما أنهم بشر يخطئون. أما زماننا فحاجاته تختلف فلا بد أن تعدل هذه الأحكام لتصبح مكيفة مع ظروفنا وحاجاتنا الحاضرة. ثم يقول نحن أتباع الإسلام لا أتباع زيد وعمرو].
و «خان» لا يعترف بالإجماع كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي فباب الاجتهاد عنده مفتوح لكل المسائل - طبعا حسب أسسه وقواعده الفكرية المنطلقة من التقرب بين الإسلام والغرب -.
أما سبب اتفاقهم فلا يعدو أن يكون ناتجا عن ظروف خاصة؛ أما
______________________________
(1) انظر صحيح مسلم 4/ 43 كتاب الفضائل حديث رقم (141) ولكنه بدلا من أمور (أمر).

الصفحة 795