كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
الزوجات إلا في الحالات النادرة، ويجب أن يقصر على الظروف الاستثنائية «1».
أما الحدود ففي نظر «سيد خان» يرفض الأخذ بعقوبة الرجم للزاني بحجة عدم ذكره في القرآن الكريم. وأن الأحاديث على فرض صحتها فهي تحكي عادة شاعت في تلك الأيام تقليدا لليهود في رجم الزاني عندهم. أما الدية عنده: فهي عادة عربية قديمة لا تناسب العصر «2».
النتائج العملية لهذا المنهج:
وقد كانت نتيجة هذا المنهج في فهم الدين عند «خان» أن نادى بإعادة تأويل القرآن، وتطويع مفاهيم الإسلام لموافقة قيم الغرب وآرائه بجرأة وصراحة.
وسألقي الضوء كذلك على فهم «خان» لبعض القضايا القرآنية وبعض القضايا العامة.
1 - كان فهم (سيد خان) (للألوهية) كما هي عند الفلاسفة أنها (العلة الأولى) واللّه خلق الكون والطبيعة ووضع لها قوانين ولكنه لا يتدخل في هذه القوانين بعد ذلك.
أما فهمه (للنبوة) أنها ملكة إنسانية وموهبة من الطبيعة واستعداد ينميه الفرد كما ينمي الشاعر مواهبه.
أما مفهوم (الوحي) عنده أنه ليس أمرا خارقا من خارج النفس البشرية ولكنه مرحلة عليا من مراحل الإدراك والإحساس والغريزة التي توجد عند كل إنسان حتى عند الحيوان والحشرات «3».
أما المعجزات عنده: فهي أمر ليس خارقا لقوانين الطبيعة بل المعجزة عنده حدث موافق لهذه القوانين، ولكنه يظهر بمظهر الخارق أمام أعين الناس لأنه
______________________________
(1) نفس المرجع ص 130.
(2) نفس المرجع ص 130 - 131.
(3) نفس المرجع ص 127.