كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

الإسلامي، بل استورد هذا النظام التعليمي من الغرب بتفاصيله وخصائصه وروحه وطبيعته، واستورد حضارته التي تكتنفه، وطالب بالتفاعل معها والاستفادة منها ولشدة تعلقه وتأثره بالحضارة الغربية وانبهاره بها اشترط أن يكون عميد جامعة عليكرة ومدير الثانوية إنجليزيا وكذلك أن يكون فيهما عدد من المدرسين من الإنجليز وكان لهذا المسلك من «أحمدخان». أثر على اتجاه المسلمين السياسي وقد اقترنت دعوة «أحمد خان» في القارة الهندية بالحضارة الغربية دون حاجة ماسة لذلك فأوجدت جيلا مثقفا إسلامي الاسم، غربي التفكير، إنجليزي الطراز، مضطرب العقيدة في بعض الأحيان. وخلق مشكلة جديدة في بيوت المجتمع الهندي المسلم.
ثانيا:
تمسك «أحمد خان» في النظام التعليمي بتعليم اللغة والآداب فقط دون تعليم الفنون والعلوم التطبيقية العملية مع أنها هي ثمرة العلم الجديد اليانع، وسر قوة الأمم الغربية وسيادتها «1».
هذه الدعوة بسلبياتها الكثيرة لم تترك دون اعتراض ونقد. فهذا الشاعر «السيد أكبر حسين الإله آبادي» قد شن عليها حربا لا هوادة فيها. وكذلك السيد محمد إقبال بن نور محمد الذي ما انفك ينتقد ويستعرض هذه الحضارة ومناهج تفكيرها الفاسدة في كتابه (تجديد الفكر الديني).
هؤلاء الشباب قد لاحظوا جوانب الضعف الأساسية في المنهج التعليمي والحضارة الغربية وتركيبها، والفساد الذي خالط اتجاهها المادي وثورة أصحابها على الديانات والقيم الخلقية والروحية عند نهضتها. لذا كان داعية للعودة للشريعة الإسلامية السمحاء والحضارة الإسلامية الغراء وداعية للتحرر من الحضارة الغربية وقيمها وأخلاقها.
______________________________
(1) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص 73 - 75.

الصفحة 800