كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

وكان كذلك من بين الناقدين لهذه الفكرة الغربية الجماعة الإسلامية بقيادة أبي الأعلى المودودي مبينين زيف هذه الحضارة الغربية من الوجهة العلمية، ومعارضين قيمها ومفاهيمها الغربية وأسسها الفلسفية المادية التي قامت عليها هذه الحضارة.
وكان أسلوب أبي الأعلى المودودي - رحمه اللّه تعالى - الهجوم على الخصوم، لا الدفاع عن الإسلام الذي انتهجته دعوة (أحمد خان) في الهند، ودعوة الشيخ محمد عبده وتلاميذه وجماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي.
فقد كان لهذه الجماعة فضل كبير في إضعاف سلطان الفكرة الغربية وهيمنتها على عقول الشباب ونفوسهم، ومقاومة مركب النقص فيهم «1» وأبرزت قوة الإسلام الحقيقية وجعلت الشباب يظهرون إلى جانب التحدي بهذا الدين مما دفع الأعداء قاطبة أن ينتبهوا لهذه الجماعة ويخططوا لضربها بين الفينة والفينة.
المبحث الثاني: المدرسة العصرية المصرية كما يراها «جولد تسيهر»:
المسألة الأولى:
اعتبر «جولد تسيهر» مدرسة الشيخ محمد عبده - كما سماها - رائدة العصرية في العالم العربي والمكملة لخط المدرسة العصرية الهندية.
فقد تعرض «جولد تسيهر» لمنهج الإمام محمد عبده في التفسير ثم تناول جوانب المنهج بشكل غير منتظم، وبطريقة استطرادية دون وضع نقاط محددة يمكن أن يعتمد عليها في تحديد المنهج. مركزا على إظهار الناحية العصرية في هذه الدعوة، وإبراز محاولات هذه المدرسة في إثبات عدم التعارض بين الإسلام وحقائق العلم.
فمن النقاط التي أشار لها «جولد تسيهر» في منهج مدرسة محمد عبده.
______________________________
(1) المرجع السابق ص 73 - 94.

الصفحة 801