كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

الإصلاحية يجدها لأول وهلة موضوعية ولكنها قاصرة ولا منهجية.
كما يلاحظ أن البحث عنوانه واسع ولكن المادة المطروحة تحته قاصرة ومحدودة.
وسأستعرض منهج هذه المدرسة الإصلاحية ذاكرا ما وافقنا فيه «جولد تسيهر» من الصواب.
وسأوضح ما غمض عليه أو لم يوضحه «جولد تسيهر» وسأذكر ما جانبت فيه هذه المدرسة الصواب.
المسألة الثانية: المدرسة المصرية - والعصرية -: الدعوة الإصلاحية في مصر:
كانت مصر منذ عهد محمد علي باشا وجلاء الفرنسيين 1799 م المجال الثالث الرئيسي الذي ظهر فيه صراع الشرق والغرب الفكري والثقافي والحضاري في أبرز مظاهره وأقواها حيث بذرت الحملة الفرنسية بذورا عميقة في التربة المصرية والعقلية الإسلامية العربية. وكانت مصر بخصائصها الكثيرة التي لا يشاركها فيها أحد جديرة بأن تكون ملتقى يتلقى فيه ما فاقت فيه أوربا بجهدها وكفاحها من العلوم التطبيقية والوسائل الحديثة.
من هذه الخصائص غناها باللغة العربية والعلوم الدينية ووسائل الطبع والنشر، ووجود الأزهر فيها وأهليتها أن تكون في مركز ثقافي ديني متميز ولطبيعة الشعب من حيث التدين إلى غير ذلك من الخصائص.
ولكن الوضع الذي كانت تعيشه مصر تحت النفوذ الأجنبي والاحتلال البريطاني جعلها تتأخر عن مركز الزعامة والقيادة وساء على إثر ذلك وضع مصر في كل النواحي مما دفع دعاة الإصلاح بالتفكير أن يصلحوا من حال مصر وردها

الصفحة 803