كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
لمكانتها الطبيعية «1».
وكانت أول هذه المحاولات من الشيخ جمال الدين الأفغاني مؤسس حركة التجديد في مصر والذي كان من دعاة الوحدة الإسلامية، وتحرير بلاد الإسلام من الاستعمار - كان له محاضرات في التفسير بأسلوب متسلسل حسب رأي «جولد تسيهر» «2».
ولد جمال الدين الأفغاني في أسعدآباد في أفغانستان سنة 1254 ه 1839 م واسمه محمد بن صغرد. أما جمال الدين فلقبه. ورجح الأستاذ عبد المجيد المحتسب في كتابه (اتجاهات التفسير في العصر الراهن) أنه كان إيرانيا شيعيا جعفري المذهب من مدينة أسدآباد بالقرب من همذان، وأن بقية أسرته لا تزال في أسدآباد. وأن إخفائه لحقيقة أصله حتى يخفي تشيعه عن الناس في البلاد العثمانية التي تنقل فيها «3».
طاف جمال الدين الأفغاني أنحاء العالم الإسلامي يدعو إلى اليقظة وإلى إصلاح الواقع المؤلم الذي كان فيه المسلمون فطورد من السلطات الاستعمارية، وهوجم من قبل كثير من الجامدين وأعظم المراحل في حياته أثرا المرحلة التي قضاها في مصر حيث تتلمذ على يديه عدد من التلاميذ وحين التقى مع الشيخ محمد عبده في باريس وأصدرا جريدة العروة الوثقى.
وبحكم تنقل «الأفغاني» في كثير من بلدان العالم العربي والإسلامي والدولي فقد تأثر بالغرب وثقافته وتقدمه الحضاري والمادي. وقد ظهر اهتمامات جمال الدين الأفغاني بتفسير القرآن الكريم على أثر ما تعرض له «جمال الدين الأفغاني» من تفسير مجموعة من الآيات القرآنية التي نشرها في العروة الوثقى.
______________________________
(1) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص 94 وما بعدها.
(2) مذاهب التفسير الإسلامي ص 348 وما بعدها.
(3) اتجاهات التفسير في العصر الراهن ص 113 - 114، وانظر جمال الدين الأفغاني - د/ على عبد الحليم ص 33 وما بعدها.