كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
الغربي وبين المسلمين وأنه هو وتلاميذ مدرسته خليقون بأن يقدم لهم كل ما يمكن من العون والتشجيع فهم الحلفاء الطبيعيون للمصلح الأوربي].
ويقول نيومان في كتابه (بريطانيا العظمى) عن الشيخ محمد عبده وتلاميذه [و كان برنامجهم فوق ذلك يشجع التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر وهذا هو ما جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية .. وتعيين سعد زغلول باشا وزارة المعارف] «1».
وقد ظهرت هذه النزعة العصرية في دعوته كثيرا:
ففي منهجه لتفسير القرآن الكريم تتجلى نزعته لتفسير القرآن الكريم تفسيرا يتناسب مع المعارف الغربية السائدة في العصر الحديث مستخدما تحكيم العقل في ذلك.
من الأمثلة المشهورة عنه في ذلك تفسيره لقوله تعالى: وأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ «2» بأنها جراثيم الجدري أو الحصبة يحملها نوع من الذباب أو البعوض «3».
وتفسيره لقوله تعالى: ومِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ «4» قال: المراد هنا «النمامون المقطعون لروابط الألفة».
لأن السحرة المشعوذين يزعمون أنهم يقطعون الأواصر حتى بين المرء وزوجته بسحرهم.
وقد اضطره هذا التفسير إلى إنكاره أن يكون السحر حقيقة ملموسة، بل هو عنده نوع من الأساليب الماكرة، وضروب من الحيل الخفية، ويؤول
______________________________
(1) الصراع بين الفكرة الغربية والفكرة الإسلامية ص 99.
(2) سورة الفيل: 3 - 4.
(3) التفسير بين الماضي والحاضر ص 29.
(4) سورة الفلق: 4.