كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)
ما جاء في القرآن عن السحر بأنه من قبيل التمثيل. ويرد الأحاديث الصحيحة فيه «1».
كما فسر بعض المعجزات والآيات كذلك تفسيرا مجازيا حتى يخضعها لقانون الأسباب والمسببات.
فمثلا ذكر أن الملائكة قوى ترشد إلى الخير وتهتف به في نفس الإنسان وأوّل سجود الملائكة بخضوعها وامتثالها لأمر اللّه.
وذكر أن معصية آدم حين أكل من الشجرة رمز لقدرته على فعل الخير والشر. وقد برر الأستاذ «سيد قطب» هذا التأويل العقلي من الإمام محمد عبده أنه كان بسبب هجمات المستشرقيين المتكررة على الإسلام وادعائهم أنه دين خرافة فحاول الإمام من أجل ذلك أن يفسر القرآن تفسيرا عقليا مقبولا لهم ولكنه لم يوافقه على هذه التأويلات المخالفة للعقل والنقل ومقتضيات اللغة العربية «2».
أما بالنسبة لفتاوى الإمام محمد عبده فقد لازم فيها جانب التأويل كذلك لم لا يتلاءم مع روح الحضارة الغربية.
فمن ذلك: أحل الإمام إيداع الأموال في صندوق التوفير وأخذ الفائدة عليها - أما تعدد الزوجات فله فيه موقف حيث قال: بعد تحدثه عن تاريخ التعدد عند الشعوب الأخرى، وعند العرب قبل الإسلام: إن الإسلام خفف من العادة العربية في الإكثار من الزوجات وأنه وقف عند الأربع نسوة رحمة بالنساء من ظلم الجاهلية. لذا فهو يرى أن الآن الظروف والملابسات السائدة في المجتمع، ولاستحالة العدل بين النساء فلا بد من منع تعدد الزوجات، إلا في حالات استثنائية يقررها القاضي «3».
______________________________
(1) التفسير والمفسرون 2/ 572 - 573.
(2) التفسير بين الماضي والحاضر د/ عبد اللّه شحاتة - دار الاعتصام ص 28 - 29.
(3) مفهوم تجديد الدين ص 143.