كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

للنص فهو إذن استمداد لأعمال السابقين من أمثال الطبري والزمخشري وغيرهما، واستبعد أن تنجح المناهج التقليدية السلفية والموروثة عن القدماء بعد أن تناولتها أيدي المحدثين في تقديم نتائج حديثة تماما وهي التي ظلت (14) قرنا من الزمان ثابتة لا تتغير «1».
كما أكد «جومييه» أن مدرسة المنار أكدت على تقدير القرآن للعقل والحث على التأمل والنظر.
كما اعتبرت مدرسة المنار التاريخ والسنن الاجتماعية من أهم المسائل التي يجب الاستفادة منها وأن تجعل في خدمة التفسير.
دافع «جومييه» عن تفسير المنار برد التهمة التي وجهها إليه بعض المستشرقين أمثال «جولد تسيهر» من أن هذه المدرسة انغمست في التفسير العلمي ثم ذكر «جومييه» موقف أصحاب هذه المدرسة من قضية الاجتهاد والسلفية فكانت دراسة «جومييه» أكثر نضوجا وصوابا من دراسة «جولد تسيهر» الفجة اللامنهجية خاصة في بحثه في الفصل الأخير من كتابه (مذاهب التفسير الإسلامي) «2».
ملاحظات على دراسة «جومييه»:
أثار «جومييه» عدة قضايا عريضة تتعلق بهذا التفسير وتتطلب تفصيلا طويلا، ولكنه مسها مسا خفيفا، واكتفى في ذكرها بمجرد العرض .. ولكنه أتى بهذا العرض مصبوغا ببعض الأفكار والأغراض الذاتية التي تنأى عنها أمانة البحث وهذه بعض النقاط التي بينها «جومييه».
1 - بين «جومييه» أن طريقة طنطاوي في تفسيره كانت باتباع الخطة القديمة، ولكنه لم يكن يتتبع النص كلمة كلمة وآية آية كما كانوا يفعلون حيث
______________________________
(1) نفس المرجع ص 86.
(2) نفس المرجع ص 89 - 90.

الصفحة 823