كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

كانت طريقتهم تقسيم السورة لأجزاء متعددة كبيرة كان يتناولها جزءا بعد جزء «1».
وهذه النقطة لم يصب فيها «جومييه» لأن طنطاويا كان بعد كتابة مجموعة من الآيات يتتبعها آية آية وكلمة كلمة.
2 - اعتبر «جومييه» أن تفسير الجواهر لم يعد أن يكون انطباعات حيوية للمؤلف تجاه ما يتناوله النص القرآني من أسرار الكون، وهذا ليس بصحيح كذلك، لأن موضوع التفسير العلمي قضية قديمة مختلف فيها فمن بين من كان يراها ويؤيدها الإمام الغزالي، والإمام السيوطي - رحمهما اللّه تعالى - اللذان اعتبراه لونا آخر من ألوان التفسير وطريقا للإعجاز العلمي. وقد تجلى هذا اللون من الإعجاز أخيرا على يد بعض المهتمين بالدراسات القرآنية كالشيخ عبد المجيد الزنداني - وفقه اللّه وغيره -.
3 - حاول «جومييه» بالتقليل من أهمية هذا التفسير بتشكيكه في مصادره حيث جعل منها مصادر ذات أساطير، أو انحرافات عقدية كرسائل إخوان الصفا وكتاب ألف ليلة وليلة .. إلخ «2».
كلمة في الكتاب:
الذي ينظر في كتاب الشيخ طنطاوي جوهري يجد أنه حوى كثيرا من الفوائد، وأخذ عليه كثير من المآخذ.
فالكتاب لم يغفل جانب التفسير للآيات القرآنية فإنه كان يفسر الآيات تفسيرا لفظيا مختصرا صحيحا، وكان يعرض في كتابه لكثير من المباحث العلمية ليثبت للناس وعلى رأسهم علماء الغرب أن الإسلام بكتابه العظيم سبق المدارس العلمية الحديثة في كثير من قضايا العلم. ويا ليته مس هذا الموضوع مسا خفيفا كما فعل ذلك الأستاذ سيد قطب - رحمه اللّه - في كتابه العظيم (في ظلال
______________________________
(1) نفس المرجع ص 90 - 91.
(2) نفس المرجع ص 93 وما بعدها.

الصفحة 824