كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

القرآن) لكان بلغ المراد والغاية من تأليف هذا الكتاب. ولكن الشيخ «طنطاوي» - رحمه اللّه - استطرد في هذا الجانب حتى أخرج الكتاب عن الغرض الذي أحببنا أن يحققه وخاصة أنه زوده بالرسوم والصور التي تنافي قدسية القرآن العظيم حتى لكأنك تظن أنك مع كتاب علوم لا كتاب تفسير فكان هذا الأمر أكبر مأخذ على هذا الكتاب وكذلك تبني الشيخ «طنطاوي» لبعض النظريات العلمية القابلة للتغيير يجعل الناس يشككون في مقدار صحة هذا القرآن العظيم، والقرآن منزه عن ذلك.
المبحث الرابع: تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث: في نظر «ج. بالجون»:
في سنة 1961 نشر في ليدن بانجلترا كتاب المستشرق «ج. بالجون» وفيه تحدث عن حركة التفسير - في العصر الحديث خلال المدة بين عامي 1880 - 1960 م. فتتبع أكثر الجهود الجديدة في التفسير في أغلب البلاد الإسلامية كمصر والهند وباكستان وإيران.
ويبدو من هذا أن المؤلف لم يأل جهدا في سبيل الاطلاع على مصادر التفسير الحديثة حيثما وجدت فاستعان بتفاسير كتبت بالأوردية والفارسية والعربية. ومع هذا فهو يأسف كثيرا لعدم تمكنه من الاطلاع على تفاسير كتبت بالتركية لعلها تمثل - في نظره - أهمية خاصة في تصوير الطابع العام لحركة التفسير في العصر الحديث «1».
وقد اعتبر «بالجون» في كتابه أن شاه ولي اللّه 1703 - 1763 م كان رائد التفسير الإسلامي بالمعنى الصحيح لاستجابته للظروف الجديدة متفاعلا معها.
______________________________
(1) اتجاهات التجديد في تفسير القرآن ص 95.

الصفحة 825