كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

العداء الديني التاريخي، ومنها المصالح الغربية الحيوية في العالم الإسلامي والخوف من منافس يزيل سيادة الغرب عن المنطقة.
فمن أجل هذا أو غيره فإن الغرب يرصد كل حركة في العالم الإسلامي فإن كانت لصالحه وخدمة لأهدافه باركها وشجعها ودعمها، أما إن كانت حربا على مصالحه وأهدافه في المنطقة، وجه كل طاقاته لإبادتها في مهدها، وذلك بتوجيه أزلامه في المنطقة لضربها وسحقها.
فحركة التجديد الإسلامي مثلا بلا شك أنها وقعت منه موقع القبول والرضا لذا باركها ورعاها ومكن لأصحابها فسأذكر الموقف من العصرية في العالم الإسلامي من خلال ثلاثة مناظير هي: التبشير والاستشراق والإعلام.
أما موقف التبشير من العصرية فقد بينه «هاري درمان» في كتابه الذي ألف لبيان خطة التبشير على ضوء دراسة الاتجاهات المعاصرة في الجدل بين الإسلام والنصرانية واهتمام التبشير بتجديد الإسلام وإصلاحه من داخله.
يقول المؤلف: «يتوقع من المبشرين في الأقطار الإسلامية في ظرف عدة أعوام أن تثمر جهودهم في تجديد الإسلام وتطويره، أكثر من تطوير عقلية المسلمين وتغييرهم .. ».
ويدعو الكاتب المبشرين إلى تدعيم صلات التعاون مع حركات التجديد الإسلامي متى كان الظرف مواتيا ومناسبا لما يمكن أن تؤديه من خدمة للتبشير «1».
وكان نفس هذا الاتجاه قد برز في مؤتمر المبشرين في أول هذا القرن الذي انعقد في القاهرة سنة (1906) موضوع (الإسلام الجديد).
وأبدى حماسه لحركات الإصلاح الدينية مثل حركة «سيد أحمد خان»
______________________________
(1) الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص 192، ومفهوم تجديد الدين ص 183 - 184.

الصفحة 828