كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 2)

الهند، وعضدوا نشاطها الاجتماعي والأدبي، وساهموا في جهودها الخصبة المنتجة، فالسيد «أمير علي» والسيد «سيد أحمدخان بهادر» وأضرابهما من الشخصيات البارزة في الأخذ في العالم الإسلامي، كانوا قادة هذه الحركة الروحية التي تومي إلى إحياء الإسلام وإعادة تنظيمه .. وهذه الروح العصرية التي بدأ ظهورها في الهند قد أثرت في التفكير الديني في البلاد الإسلامية الأخرى مصحوبة بغيرها من المؤثرات، ومع ذلك فالأثر الهندي لا يزال ضعيفا إلى اليوم ومن البلاد الإسلامية التي تأثرت بنزعة التجديد مصر وتونس، والجزائر، والأقطار التتارية الخاضعة للحكم الروسي] «1».
وقد بين «جولد تسيهر» الطريقة التي يتطور بها الإسلام.
1 - بفتح ثغرة في قدسية القرآن الكريم وحصن السنة المنيع في نفوس المسلمين.
2 - تجاوز ما تقرر في عصور الإسلام الأولى من عادات وتقاليد.
3 - مفهوم المصلحة الذي به يمكن التخلي عن القواعد التي قررتها الشريعة إذا ما ثبت أن مصلحة الجماعة تتطلب حكما يغاير حكم الشرع.
4 - تبعية الأحكام للأحوال التي بها يمكن اتخاذ أحكام جديدة في الظروف التي تتغير «2».
وقد أخذ هذا الموضوع كذلك جانب الاهتمام في التأليف من قبل هؤلاء الغربيين وتلاميذهم حيث كان منهم:
1 - «جب» صاحب كتاب (الاتجاهات الحديثة في الإسلام).
والكتاب بكامله عن موضوع التجديد العصراني في الإسلام. فقد اعتمد الكتاب على الأسلوب التحليلي، والكتاب عبارة عن ست محاضرات ألقاها المؤلف
______________________________
(1) نفس المرجع ص 185 - 186.
(2) نفس المرجع ص 186 - 187 (بتصرف).

الصفحة 830