كتاب آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره (اسم الجزء: 1)
ومن أمثلة ذلك رد بعض المستشرقين كل ما لم يرد في القرآن من أحداث السيرة، كان منهم:
«ولفنسون» الذي رد صحة الرواية التي بينت سبب محاربة الرسول - صلّى اللّه عليه وسلّم - وإجلائه لبني النضير وهي محاولتهم اغتياله - صلّى اللّه عليه وسلّم - وحجة هذا المستشرق أن هذه الرواية لم يرد ذكرها في القرآن الكريم.
دلالات منهجية في أعمال المستشرقين:
1 - لوحظ أن أبحاث المستشرقين والمبشرين تكاتفت على تشويه الإسلام والتحيز ضده مع محاولات التغيير الديني والفكري والسلوكي للمسلمين.
2 - لوحظ أن كثيرا من الشخصيات الاستشراقية كانت ذات مسوح كنسية تخصصت بالشرقيات عامة وبالإسلاميات خاصة، بالإضافة إلى اللاهوت المسيحي، فاستحوذ عليهم التنصير الكنسي والاستشراق المعرفي.
3 - لوحظ تأثير كل الفرق والمذاهب المسيحية في الفكر الاستشراقي عموما والكاثولوكية المتطرفة على وجه الخصوص.
4 - يلاحظ أن التحصيل الكنسي يسبق التحصيل الاستشراقي ولم نسمع أن مستشرقا علمانيا مثلا أتم تحصيله الاستشراقي ثم عاد إلى الكنيسة للتعلم.
5 - من الناحية التحصيلية فإنه لا يعسر أن نجد شخصيات استطاعت بتفوق قدراتها أن تجمع المعارف الغزيرة في علوم شتى وبلغات عدة.
6 - لوحظ أن أنصاف المتعلمين والباحثين من المستشرقين والتأثير المتبادل عليهم من الكنيسة والاستشراق دفعهم إلى تزييف الحقيقة أو ضياعها. كل ذلك يعود لضعف الشخصية والرواسب البيئية.
7 - الملاحظ أن تأثير الكنيسة على المستشرقين كان أشد وأقوى من العمل الاستشراقي حتى إن الطابع البحثي يغلب عليه الروح التنصيرية سواء كان في الموضوعات أو في الطريقة.