كتاب أسرار التكرار في القرآن = البرهان في توجيه متشابه القرآن
والتوحيد أول مَا يلْزم العَبْد من المعارف فَكَانَ هَذَا أول خطاب خَاطب الله بِهِ النَّاس فِي الْقُرْآن فخاطبهم بِمَا ألزمهم أَولا ثمَّ ذكر سَائِر المعارف وَبنى عَلَيْهَا الْعِبَادَات فِيمَا بعْدهَا من السُّور والآيات
فَإِن قيل سُورَة الْبَقَرَة لَيست من أول الْقُرْآن نزولا فَلَا يحسن فِيهَا مَا ذكرت
قلت أول الْقُرْآن سُورَة الْفَاتِحَة ثمَّ الْبَقَرَة ثمَّ آل عمرَان على هَذَا التَّرْتِيب إِلَى سُورَة النَّاس وَهَكَذَا هُوَ عِنْد الله فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَهُوَ على هَذَا التَّرْتِيب كَانَ يعرضه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام كل سنة
أَي مَا كَانَ يجْتَمع عِنْده مِنْهُ وَعرضه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي السّنة الَّتِي توفى فِيهَا مرَّتَيْنِ وَكَانَ آخر الْآيَات نزولا {وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله} فَأمره جِبْرِيل أَن يَضَعهَا بَين آيتي الرِّبَا وَالدّين
وَذهب جمَاعَة من الْمُفَسّرين إِلَى أَن قَوْله فِي هود {فَأتوا بِعشر سور مثله} مَعْنَاهُ مثل الْبَقَرَة إِلَى هود وَهِي الْعَاشِرَة وَمَعْلُوم أَن سُورَة هود مَكِّيَّة وَأَن الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَالنِّسَاء والمائدة والأنفال وَالتَّوْبَة مدنيات نَزَلْنَ بعْدهَا
الصفحة 68
362