كتاب القطع والائتناف

الفراء، لأن المعنى عنده حروف المعجم يا محمد ذلك الكتاب، واجتزئ ببعضها من بعض، قال أبو إسحاق: هذا خطأ لو كان كما قال لكان بعدها أبدًا (ذلك الكتاب) أو ما أشبهه، وقول عكرمة (الم) قسم، يوجب أن لا يكون تمامًا لأن القسم متعلق بما بعده، وكذا قول قطرب إنما جيء بها ليتلى عليهم ما بعدها، وكذا قول محمد بن يزيد أنها تنبيه.
والقول الرابع أن (الم) تمام وقول أبي إسحاق كان يذهب إلى أن كل حرف منها يفيد معنى، وقول أبي الحسن بن كيسان أن (الم) تمام إلا أن تقديره خلاف تقدير أبي إسحاق لأن أبا إسحاق يقدره بمعنى: أنا الله أعلم، وابن كيسان يقدره اسمًا للسورة، قال (الم) في موضع نصب بمعنى اقرأ (الم) أو عليك (الم) قال: ويجوز أن يكون في موضع رفع بمعنى هذا أو هو أو ذلك (الم) وقولاهما جميعًا موجود في التفسير، فأما قول أبي إسحاق فروى عن ابن عباس، كما حدثنا عبيد الله بن إبراهيم البغدادي، حدثنا حفص بن عمر بن الصباح، حدثنا أبو نعيم، حدثناش ريك عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله عز وجل (الم) قال: أنا الله أعلم، و (المر) قال: أنا أرى، و (المص) أنا الله أفصل.
وقول ابن كيسان يروى معناه عن قتادة كما حدثنا أحمد بن محمد بن
[1/ 31]

الصفحة 31