كتاب القطع والائتناف

القصة في الكافرين وابتدأت قصة المنافقين.
كما حدثنا أبو علي محمد بن جعفر بالأنبار قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل حدثنا عمر وحدثنا أسباط بن نصر عن السدي {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} قال: هم المنافقون.
قال أبو جعفر (ومن الناس) ليس بقطع لأنه لا يفيد إلا ما بعده وكذا (من) لأن (ما) بعدها داخل في صلتها وكذا يقول لأن ما بعده محكى وكذا (آمنا بالله) متصل به وباليوم الآخر كافي، وكذا (وما هم بمؤمنين) إن جعلت (يخادعون) مستأنفًا وإن قدرته في موضع الحال بمعنى مني قول آمنا مخادعين كان الوقف (والذين آمنوا) كافيًا غير تمام {وما يخدعون إلا أنفسهم} كافي، وكذا (وما يخادعون)، وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى واحد ورويت قراءتان أخريان (وما يخادعون إلا أنفسهم)، كذا رواها أبو حاتم قال كما يقول غبن فلان رأيه، وروى عن يعقوب أنها قراءة شاذة ورواها أحمد بن يحيى (وما يخدعون إلا أنفسهم) بالرفع، قال أبو جعفر قد أجاز سيبويه مثل هذا وأنشد:
لبيك يزيد ضارع لخصومة = وأشعث ممن طوحته الطوائح
أي يبكيه ضارع وكذا التقدير بخدعهم أنفسهم كما نقول: ضرب يزيد عمرو وأي ضربه عمرو والوقف واحد، (وما يشعرون) تمام
[1/ 37]

الصفحة 37