كتاب القطع والائتناف

من عمل كتابًا أن يستنبط شيئًا أو يقرب بعيدًا أو يختصر مكثرًا وبالله جل وعز التوفيق.
(الذي جعل لكم الأرض فراشا) ليس بوقف كاف لأن {السماء بناء} معطوف داخل في الصلة، فإن قدرت {وأنزل من السماء ماء} عطفًا أيضًا دخل في الصلة ولم يجز أن يقف على بناء وإن قدرته مستأنفًا ولم ترفع الذي بالابتداء جاز الوقف على (والسماء بناء وأنزل من السماء ماء) ليس بوقف كاف لأن ما بعده عطف عليه {فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم} إن رفعت الذي بالابتداء لم يكن وقفًا كافيًا وإن كان غير ذلك وقفًا صالحًا ولم يكن تامًا لأن في الفاء التي بعده معنى المجازاه {فلا تجعلوا لله أندادا} ليس بوقف كاف لأن ما بعده متعلق به.
قال سفيان: أي فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل {وأنتم تعلمون} التمام و (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) ليس بقطع كاف لأنه لم يأت جواب الشرط.
قال الأخفش: أما قوله جل وعز {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} فيكون تمامًا إن شئت كأنه قال (فأتوا بسورة من مثل ذلك) وقال غيره: ليس بتمام لأن (وادعوا) عطف على (فأتوا {وادعوا شهداءكم من دون الله} ليس بوقف كاف لأن {إن كنتم صادقين} متعلق به حذف جوابه لأن الأول يدل عليه.
[1/ 44]

الصفحة 44