كتاب القطع والائتناف

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا = وما مواعيده إلا الأباطيل
والقطع على (ما) لعمري حسن، كما قال:
لشيء ما يسود من يسود = .....
ولكن الائتناف لما بعدها قبيح، لأنه منصوب مردود على ما قبله أو بمعنى ما بين بعوضة، والوقف على (بعوضة) ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده (فما فوقها) كما قال أبو حاتم {فأما الذين آمنوا} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت الخبر {فيعلمون أنه الحق من ربهم} قطع حسن لأن أما لا تحتاج إلى تكرير وإنما يأتي بعدها ما هو معطوف عليها.
{وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا}، قال أبو حاتم: هذا الوقف، وأما الفراء فليس هذا عنده تمامًا، والتمام عنده {ويهدي به كثيرًا}، قال الفراء وقوله جل وعز {ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا} فكأنه قال والله أعلم ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد يضل به هذا ويهدي به هذا، قال الله جل وعز {وما يضل به إلا الفاسقين}.
قال أبو جعفر الأولى في هذا ما قاله أبو حاتم والدليل على ذلك قوله جل وعز في سورة المدثر {وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا}، ثم قال جل وعز {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}، فهذا غير ذلك.
[1/ 47]

الصفحة 47