كتاب الفرائد الحسان في عد آى القرآن

قلت:
معروفا البصري ومعه قد ولي ... ثان لدى القيوم مع مك جلي
وأقول: أفاد هذا البيت أن قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا} معدود للبصري ومتروك لغيره وأن المدني الثاني والمكي قد تبعا البصري واصطحبا معه في عد قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} وإذا كان هذا الموضع معدودا للمدني الثاني المكي والبصري يكون متروكا للمدني الأول والشامي والكوفي.
قلت:
عد إلى النور المديني الأول ... وخلف مك في شهيد يهمل
وأقول: عد المدني الأول قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} وتركه غيره. ومعنى قولي: وخلف مك إلخ أنه اختلف عن المكي في عد وترك قوله تعالى: {تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} وأن هذا الخلاف غير معتد به؛ إذ الصحيح أن آية الدين آية واحدة عند جميع علماء العدد كما تدل على ذلك الأحاديث والآثار. فما نقل عن المكي أنه كان يعد {وَلا شَهِيدٌ} لا يحفل به، ولا يلتفت إليه. "تتمة" مما تقدم يعلم أن مواضع الخلاف في هذه السورة أحد عشر موضعا {الم} و {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} و {مُصْلِحُون} و {خَائِفِين} و {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} و {مِنْ خَلاق} الثاني و {يُنْفِقُون} الثاني و {تَتَفَكَّرُون} الأول. و {قَوْلًا مَعْرُوفًا} و {الْحَيُّ الْقَيُّوم} و {إِلَى النُّور} وقد علمت من عد ومن ترك في كل موضع منها والله تعالى أعلم.

الصفحة 31